الطلاق وفق نظام الأحوال الشخصية السعودي
تشهد المملكة العربية السعودية 7 حالات طلاق كل ساعة خلال سنة 2022,وقد كان الفقه الإسلامي بمذاهبه الأربعة هو المعتمد في قضايا الطلاق. لذلك كان من الضروري توحيد أحكام الطلاق وتم اصدار نظام الأحوال الشخصية السعودي الجديد بمقتضى مرسوم ملكي رقم (م/73) بتاريخ 09/03/2022 وبالتالي لابد من الرجوع اليه في كل المسائل المتعلقة بالطلاق والسكن والحضانة والنفقة وذلك من المادة 77 الى 94 منه.
بالنسبة لأنواع الطلاق في المملكة العربية السعودية نجد حسب المادة 85 من نظام الأحوال الشخصية أنه هناك نوعان و هما الطلاق الرجعي و الطلاق البائن و التي كنا قد تطرقنا اليهما سابقا في مقال ” الطلاق الرجعي في القانون المغربي “. ولا بد أن ننوه أن هذان النوعان من الطلاق يعودان إلى الفقه الإسلامي.
وقد حدد القانون السعودي في هذه المسألة المعيار اللفظي الذي يؤخذ به لتطليق الزوجة فقد نصت المادة 77 من نظام الأحوال الشخصية على أنه: ” الطلاق حل عقدة الزواج بإرادة الزوج باللفظ الدال عليه” أي أنه الزوج يقوم باستعمال ألفاظ للتعبير عن نيته في الطلاق وتكون هذه الألفاظ اما بصريح العبارة أو بالكناية حسب المادة 78 اعتبرت أن: ” اللفظ الدال على الطلاق نوعان:
- صريح، وهو لفظ الطلاق أو ما تصرف منه.
- كناية وهو اللفظ الذي يحتمل الطلاق وغيره إذا نوى به الزوج الطلاق.”
ويفهم من هذا، أن الزوج الذي يريد الطلاق اما أن يتلفظ بكلمة الطلاق صراحة والذي لا تحمل معنى آخر سوى فك الرابطة الزوجية أو أنه بصفة غير مباشرة أو ضمنية مثلا يطلب من زوجته أن تذهب الى بيت أهلها وأنه فارقها. كما أن المشرع السعودي ذكر ضمن المادة 83 أن: ” كل طلاق اقترن بالعدد لفظا أو إشارة أو تكرر في مجلس واحد لا يقع به طلقة واحدة” وذلك لحماية الزوجة من تعسف زوجها في الطلاق فمثلا عندما يتكرر لفظ الطلاق 3 مرات فهذا يعني أن الزوج طلق زوجته ثلاث أي أن الطلاق أصبح بائنا بينونة كبرى وتصبح بذلك الزوجة لا يمكنها التزوج من زوجها مرة أخرى الا إذا تزوجت برجل آخر وطلقها بعد الدخول وهو ما يبرر وجود هذا الفصل ضمن مادة الأحوال الشخصية و الذي تدعم بالمادة ثمانين الذي بين أنه لا يقع الطلاق ” من اشتد غضبه حتى حال بينه و بين تحكمه في ألفاظه” حيث أنه يمكن أن يتلفظ الزوج بتطليقه ثلاثا لزوجته و هو في حالة غضب . لذا يمكن اعتبار أن الحكمة من وضع هذه المواد ضمن نظام الأحوال الشخصية ما هو الا حماية للعائلة والعمل على عدم تشتيتها.
من هم الأشخاص الذين خول لهم القانون السعودي القيام بالطلاق؟
أتاح القانون السعودي للزوج إمكانية تطليق زوجته عبر الوكالة إذا لم يقم بذلك بنفسه. ولابد أن تكون هذه الوكالة رسمية موثقة وقد ذكرت المادة 84 من نظام الأحوال الشخصية أنه:
” -يصح توكيل الزوج غيره –ذكرا كان أو أنثى- بالتطليق…”
وهو ما يعني أن الزوج يمكنه أن يمنح شخصا آخر من خلال توكليه بالقيام بتطليق الزوجة وحيث نلاحظ أن المشرع السعودي بالنسبة للوكالة لم يميز على أساس الجنس وأن الموكل يمكن أن يكون ذكرا أو أنثى.
ماهي إجراءات الطلاق في المملكة العربية السعودية؟
تتمثل إجراءات الطلاق في نظام الأحوال الشخصية السعودي في:
- ضرورية حضور الزوجين إلى مركز الصلح إذا كان هناك أطفال وذلك من أجل إيجاد حل بين الطرفين وعدولهم عن قرارهم.
- لا بد أن يتفق الطرفان حول التفاصيل المتعلقة بالنفقة والحضانة والسكن والزيارات ذا لم يجدا حلا لمواصلة الحياة الزوجية.
- تسجيل طلب الطلاق ومن ثم يتم تقديمه الى محكمة انفاذ القانون.
- في حالة رفض الزوج وعدم موافقته على تفاصيل الطلاق التي ذكرناها آنفا ففي هذه الحالة يتم تسليم قضية الطلاق الى محكمة الأحوال الشخصية للنظر فيها وذلك خلال شهر.
- بعد الحكم بالطلاق لا بد من توثيقه خلال مدة أقصاها 15 يوما من حين البينونة وفي حالة إذا لم يقم الزوج بالتوثيق نصت المادة 91 على أنه: ” اذا لم يوثق الزوج الطلاق على النحو الوارد في المادة 90 من ها النظام، و لم تعلم المرأة بطلاقه لها، فلها الحق بتعويض بما لا يقل عن الحد الأدنى لمقدار النفقة من تاريخ وقوع الطلاق الى تاريخ العلم به” و هنا لا بد من التأكيد على أنه يجب اعلام المرأة بطلاقها.
كما أنه لا بد من التذكير بأنه يمكن البدا في إجراءات الطلاق من خلال التسجيل في الخدمات الالكترونية التي وضعتها وزارة العدل السعودية وهي خطوة أولية في تسجيل الاجراء ومن ثم مواصلته أمام محكمة الأحوال الشخصية للحصول على صك الطلاق من القاضي بعد ذلك.