أضرار الطلاق : يعد الفراق أو الانفصال من اصعب المواقف التي يمكن ان يمر بها شخص في حياته و تختلف آثار الطلاق من شخص الى آخر كل حسب سنه و تجربته الشخصية و طريقة تقبله و تقبل المحيطين به للأمر فينعكس ذلك على حياته الاجتماعية و النفسية سواء كان المعني بالامررجلا او امرأة ، غير ان عديد الدراسات اثبتت ان الاطفال هم اكثر من يتأثرون بالطلاق على المدى القصير و الطويل .
إتخاذ قرار الطلاق :
يعتبر إتخاذ قرار الطلاق في حد ذاته قرارا صعبا يخفي ورائه رفضا بالفشل وخوفا من الانهيار والضياع فهو يخفي في باطنه اعترافا بالفشل لا يتقبله اي طرف في النزاع حتى و ان كان الطلاق هو فعلا الوسيلة الفعالة لانهاء النزاعات و التمتع بحياة هادئة و مستقرة .
أضرار الطلاق على الأطفال:
يخلف الطلاق آثارا سلبية على الأطفال ، فهم من أكثر الأطراف في نزاع الطلاق تضررا على جميع النواحي ؛ النفسية و الاجتماعية و الجسدية و الدراسية ، من أول بدأ الخلافات مرورا بمختلف أطوار التقاضي و حتى بعد صدور الحكم ، فهم يمثلون ضحية هذا الزواج الذي استحال التواصل فيه أيا كان المذنب و أيا كانت التفاصيل .
و قد أثبتت الدراسات أن الأطفال يعانون من مخلفات الطلاق حتى إن حدث باتفاق الأبوين و دون مشاكل سابقة أو لاحقة للانفصال.
فإن فكرة الحرمان من أحد الأبوين لا يمكن لطفل ان يتقبلها مهما كان سنه .
و أمام ارتفاع عدد قضايا الطلاق التي بلغت حسب آخر إحصائيات وزارة العدل الى 46 قضية في اليوم وهو رقم مفزع خاصة ان اغلب هذه القضايا ترفع في السنوات الأولى للزواج فيحدث هذا النزاع اضطرابا كبيرا لدى الأطفال لأنهم يكونون في مرحلة عمرية دقيقة و حساسة أو في فترة المراهقة وهي فترة يكون فيها الطفل هشا و مضطربا فيزيد الطلاق او الخلافات من صعوبة المرحلة و تقبل الوضع الجديد.
و ينعكس الطلاق أيضا على مستواهم الدراسي فنجد عديد الأطفال يواجهون تراجعا في مستواهم الدراسي و يعانون من مشاكل في الانتباه و التركيز و يلجأ بعضهم إما للعزلة التامة او العنف الشديد اضافة الى تعكر حالتهم النفسية بسبب الحزن و الإحساس بعدم الامان إثر انفصال الأبوين .
و تشتد هذه العوارض خاصة اذا ما ترافق الانفصال بعنف شديد اما مسلط عليهم او على والدتهم مما يزيد من حدة الموقف وصعوبة أكبر في تقبله .
مخلفات الانفصال على الرجل :
يخلق الطلاق لدى الرجال عديد المشاكل تنشأ من رفضه المبدئي لفكرة الطلاق فهي تجعله في صورة الاب أو الزوج الغير الصالح الذي لم يتمكن من المحافظة على اسرته و يبدو في صورة الرجل الفاشل فيمس ذلك إعتدادهم و ثقتهم بأنفسهم و ينعكس بالسلب على الزوجة والأبناء بتسليط عنف معنوي و مادي عليهم.
فهم لا يتقبلون فكرة الانفصال و الخسارة و يدخلهم في صراعات مع عائلته و أقاربه .
و بما أن في اغلب قضايا الطلاق تسند الحضانة للام في تونس ، فإن تخوفه من ان يحرم من زيارة اطفاله او فكرة رؤية اطفاله في اوقات مضبوطة يزيد من تعقيد المسألة و يؤثر عليه سلبا إضافة الى ان الطلاق قد يهدد إستقراره المالي بسبب مصاريف النفقة و اجرة المحامين و دوامة المحاكم فيزيد ذلك من الضغط المسلط على الاب و ينعكس ذلك على حالته النفسية و الاجتماعية فيلجأ عادة اما للعزلة الشديدة او للقيام بتصرفات متسرعة و غيرمسؤولة قد تصل إلى استعمال العنف او استعمال الاطفال كوسيلة ضغط على الام او التلكأ في دفع مصاريف النفقة اما عمدا او للضغط على الام لتتراجع في قرارها او نكالة بها لانها إنفصلت عنه و حرمته حسب ظنه من أطفاله .
آثار الطلاق على المرأة:
يمثل الطلاق بالنسبة للمرأة عبئا ثقيلا عليها يمسها في انوثتها وامومتها و حتى سمعتها لان المجتمعات الشرقية مازالت تعتبر طلاق المرأة عيبا كبيرا يحط من قيمتها و يصنفها من الفاشلات و يعتبرها متمردة على الأصول والعادات ووصمة عار على العائلة و الأقارب وهو لا يساويها مع بقية النساء اللواتي حافظنا على زواجهن حتى و ان كان الثمن حياتهن او كرامتهن .
فكثير من النساء يواصلن في زواج فاشل ولا يجرأن على الطلاق خوفا من نظرة المجتمع لها كمطلقة او خوفا على أطفالهن حتى وإن كانت في بعض الأحيان هي و أطفالها يتعرضون للعنف بجميع انواعه و ليسوا سعداء و غير ناعمات بالاستقرار الأسري .
و تلحق بالمرأة تبعا لذلك أضرارا نفسية و إحساسا بالإحباط والحزن وكثير منهن يصبن بإنهيارات نفسية وحالات اكتئاب تؤثر حتى على حالتهن الجسدية .
و كثيرا ما ينتابهن خوف كبير من خسارة اطفالهن و احساس بعدم قدرتهن على الاهتمام بهم و التكفل بشؤونهم خاصة عند تلكأ عديد الآباء لدفع مصاريف النفقة فتجد نفسها مجبرة على العمل او البحث عن عمل إضافي لتوفير ما يلزم لأطفالهن فيزيد ذلك من ثقل العبء عليها و يصعب عليها مخلفات الطلاق خاصة في ظل أسرة و مجتمع غير داعم لها و يحسسها بالذنب تجاه أطفالها و نبذها مشيرين إلى أنها في اتخاذها لقرار الطلاق كان عليها ان تفكر و تعي بالمخلفات قرارها فتجد نفسها وحيدة في مواجهة الطلاق و الطليق وإجراءات المحاكم و المجتمع فتدخل في دوامة تعيقها من مواصلة حياتها و التصدي لهم .
و في نهاية الامر سواءا كان اطراف النزاع امرأة او رجلا في قضية الطلاق فإن الامر يكون صعبا و دقيقا لكليهما أيا كان سبب الخلاف وأيا كانت تفاصيله فإن كليهما يجد صعوبة في استيعاب الامر وتقبله و إتخاذ القرار و البدئ في الاجرائات إما خوفا من القرار في حد ذاته او تخوفا من مختلف اطوار التقاضي .
ولهذا السبب يمكن الالتجاء لموقع طلاق حتى يمكنكم من الاتصال بالمستشارين القانونين و مختلف الاخصائين الذين سيرافقونكم في مختلف أطوار القضية بدعم قراركم في الطلاق من خلال توفير كل السبل القانونية و تبسيطها و تحضيركم لمختلف آثاره القانونية و الاجتماعية و النفسية.