بدون مقدمات أو تشويق، سنفسر لكم ما يقتل الحب في الأعماق وما يقتلع الزواج من جذوره ويلقي به في أروقة المحاكم ودهاليز الألم والخيبة. إنه ما يسميه البعض بإدمان الحب أو التعلق المرضي أو الاهتمام المفرط؛ أي التعلق حد الهوس بشخص ما.
وهذا ما يدفعنا للتساؤل: كيف يصل الشخص لهذا الحد من التعلق والاهتمام؟ وكيف نتصرف معه وحياله؟
أعراض التعلق المفرط
التعلق هو شعور يمكن العلاقات من الإحساس بالمودة والأمان، مما يساعد في المحافظة عليها. غير أن هذا التعلق قد يأخذ منحى غير صحي ويصبح أكثر من اللازم، وهنا نتحدث عن الحب المفرط أو التعلق المرضي.
علامات التعلق المرضي:
- دوام السؤال عن الحبيب والاطمئنان عليه.
- المحاولات المتكررة للتقرب من الشخص.
- التواجد في كل مكان وزمان مع الحبيب.
- حرمانه من عائلته وأصدقائه وروتينه العادي.
- محاصرته بهالة لا يمكن الاقتراب منها أو تجاوزها.
- عدم القدرة على الانسحاب من العلاقة أو العيش بدون ذلك الشخص.
- الوصول إلى حد تهديد الشريك إذا فكر في تركه.
نظرًا لتأثير هذا النوع من الشخصيات على المحيطين به، وخصوصًا الشريك في العلاقة العاطفية، وجب الوقوف على الأسباب التي أدت إلى ظهور هذه الشخصية المرضية.
أسباب التعلق المفرط
فسر المختصون في علم النفس أن التعلق المرضي يبدأ من الطفولة وما يتعرض له الطفل من سوء معاملة أو إهمال أو صدمات نفسية وعاطفية، مما يجعله يفتقد الحب والانتماء والقبول واحترام الذات. وبالتالي، يبحث عن هذه المشاعر عند الآخرين بدلاً من أن تكون نابعة من داخله.
أبرز العوامل التي تؤدي إلى التعلق المرضي:
- الهجر المتكرر وسوء المعاملة.
- فقدان الثقة بالنفس وعدم تقدير الذات.
- عدم القدرة على التمييز بين الحدود الصحية للعلاقات.
- عدم القدرة على بناء علاقات متوازنة، مما يجعله يتشبث بعلاقة واحدة بأي ثمن.
- الخوف الشديد من الوحدة والرفض.
علاج الحب المرضي
من الصعب على الشخص المصاب بالتعلق المرضي أن يقوم بكسر الخطوة الأولى نحو العلاج، لأن ذلك يتطلب اعترافًا بوجود خلل في تركيبته الشخصية. ومع ذلك، فإن تقبل العلاج والعمل على تطبيقه هو الحل الوحيد للخروج من هذه الدائرة المفرغة.
خطوات السيطرة على التعلق المفرط:
- تقدير الذات وحب النفس: يجب أن يدرك الشخص المصاب أنه يستحق الحب والاحترام دون الحاجة لتقديم تنازلات.
- الوعي بالحدود الصحية: من المهم أن يضع حدودًا واضحة في علاقاته ويبتعد عن السلوكيات التي تضر به.
- التخلص من الخوف من الرفض: عليه أن يفهم أن قيمته لا تعتمد على الآخرين، بل تنبع من ذاته.
- طلب المساعدة النفسية: التعلق المرضي يُصنَّف كأحد اضطرابات السلوك التي يمكن علاجها بالأدوية والتمارين النفسية.
هل يمكن استمرار الزواج في ظل التعلق المرضي؟
الزواج من شخص مصاب بالحب المرضي ليس بالأمر السهل، فهو يتطلب تضحيات وتنازلات من الشريك الآخر. ومع ذلك، فإن هذه التضحيات لن تدوم طويلاً إن لم يقم الشخص المصاب بالعلاج والمتابعة النفسية، حتى لا تتعقد العلاقة أكثر.
اضطرابات السلوك تحتاج إلى متابعة خاصة ودقيقة من قبل المختصين في علم النفس. وهذا ما يوفره موقع طلاق للراغبين في الحصول على استشارات متخصصة من خبرائنا في هذا المجال.
قد يهمك أيضًا 📌
- ما هو صندوق النفقة وجراية الطلاق؟ – تعرف على دور صندوق النفقة وكيف يساعد المطلقات في تأمين حقوقهن المالية بعد الطلاق.
- لمن تؤول الحضانة بعد الطلاق؟ – اكتشف القوانين المنظمة للحضانة في تونس، ومن له الأولوية في رعاية الأطفال بعد الانفصال.
- على من تجب النفقة بعد الطلاق؟ – دليل شامل حول النفقة بعد الطلاق، من يتحملها وكيف يتم تحديد قيمتها وفقًا للقانون التونسي.
