10 % من الرجال ضحايا عنف زوجاتهم في تونس 

العنف الأسري: الضحايا من المنظور المجتمعي

عندما نتحدث عن العنف الأسري ضد الرجال، نادرًا ما يتم تسليط الضوء عليه، رغم أنه حقيقة مسكوت عنها. في تونس، تشير الإحصائيات إلى أن 10% من الرجال ضحايا عنف زوجاتهم، سواء كان هذا العنف ماديًا أو معنويًا. ورغم خطورة هذه الظاهرة، إلا أن المجتمع يميل إلى تجاهلها، حيث يُنظر إلى الرجل على أنه الطرف الأقوى، مما يجعله مترددًا في الإفصاح عن تعرضه للعنف خوفًا من الوصم الاجتماعي.

عندما نتحدث عن العنف الأسري تأتي الزوجة و الاطفال في اول سطر الضحايا و يحضون بالتعاطف و المساندة من قبل

الاهل و الاقارب و الهيئات النسوية ومؤسسات المجتمع المدني التي تعنى بحقوق الأطفال و النساء.

وتتوجه من الناحية الأخرى كل مشاعر الغضب والاشمئزاز و الكره للرجال الذين يعنفون أبنائهم أو زوجاتهم . 

ولكن ما بين الضحية والجاني خيط رفيع للحقيقة التي اذا ما ظهرت تقلب الموازين و الموالين و المشاعر و الأحكام 

و في موضوع الحال فإن  الحقيقة مؤكدة لكنه مسكوت عنها فلا نتحدث فيها برغم وجودها الا وهي تعرض الرجال للعنف من قبل زوجاتهم .

ففيما تتمثل اسباب و مخلفات هذه الظاهرة الاجتماعية ؟ 

تعنيف الزوج حقيقة مسكوت عنها 

و هذا ما تقر به التقارير و الاحصائيات التي صدرت مؤخرا عن  الجمعية التونسية للنهوض بالأسرة و المجتمع التي أقرت بأن 10% من الرجال في تونس يتعرضون للعنف من قبل زوجاتهم سواء كان عنفا ماديا او معنويا او كلاهما .

و لكن في الحقيقة ان النسبة تتجاوز 10% بكثير لأن أغلب الرجال يرفضون الافصاح و التصريح بوجود هذه الممارسات العنيفة عليهم من قبل زوجاتهم خوفا من الفضيحة و  نظرة المجتمع التي ستحط من رجولتهم وكرامتهم خاصة في مجتمع شرقي يعطي للرجولة قدرا كبيرا و هالة لا يجب المساس بها .

وقد أرجع عدد من  الحقوقيين والمدافعين عن حقوق الرجل صمت الرجل المعنف على غياب تشريعات التي  تحمي حقوقه كتلك التي تحمي حقوق للمرأة فقد إنتقد العديد منهم قانون العنف ضد المرأة على أنه متحيز للمرأة و  حسب رأيهم ربما كان من  الأجدر أن يكون قانونا شاملا للعنف لكلا الطرفين لأن العنف عنف مهما كان مصدره ومهما كانت ضحيته.

 و قد أكدت الجمعية التونسية للنهوض بالرجل و الاسرة و المجتمع ان الرجال لا يقدمون على الشكاية لان شكاياتهم تظل تترنح في أروقة المحاكم و يطول النظر فيها بعكس الشكايات المقدمة من قبل المرأة التي تحظى بإهتمام ومساندة التشريعات و المجتمع  المدني  .

لماذا تقوم بعض النساء بتعنيف ازواجهم ؟

أرجع عديد المختصين في علم الاجتماع لان السبب وراء إقدام النساء على تعنيف ازواجهم هو تعنيفهم من قبل  الاب او الأخوة الذي يولد لديهم رغبة في الانتقام و التسلط فتتكون  معهم  عادة شخصية متحجرة مجردة من الأحاسيس متسلطة و عدائية تبحث عن ضحية لتنتقم منها

فتتزوج رجلا ذو شخصية هشة و مضطربة يسهل التلاعب بها و تدميرها و قد تستغل حتى أبنائها للوصول لمرادها ، فهي في أعماق افكارها لن ترضى ان تكون ضحية مرة اخرى و يجب ان تنتقم لنفسها من ظلم الرجال في عائلتها برجل آخر .

 و عادة ما نجد هذا النوع من الزوجات يميزن بين أطفالهن فيكن مقربات من ابنائهم الإناث على الذكور و تربطهم علاقة فاترة بأبنائهم الأولاد بينما نجد علاقة وطيدة و دافئة مع البنات ،  فالاولاد برغم انهم ابنائها يذكرونها دائما بصورة الاب او الاخ او الزوج العنيف . 

ومن منظور آخر للموضوع  فإن تعنيف الزوجة لزوجها يأتي كردة فعل على تعنيف زوجها لها اما ماديا او معنويا بالضرب و الاهانة و الخيانة فلا تقدر على الدفاع عن نفسها و استرجاع كرامتها إلا بمبادلته الممارسات العنيفة.

و هنا  بقدر ما تكون المرأة ضعيفة و هشة ،  بقدر ما  يكون ردها عنيفا و قاسيا و غير متوقع وغالبا ما يكون  في لحظة يكون فيها الرجل ضعيفا إما مريضا او نائما حتى تكون متأكدة من تحقيق ضربة قاضية  ، فإننا نجد ابشع جرائم القتل التي يكون فيها الزوج ضحية تأتي على هذه الشاكلة .

و في هذه  الصورة نجد هؤلاء النساء مقربات من أبنائهن الذكور والإناث وهي  أم حاضنة و محبة و حنونة .

ختامًا: العنف ضد الرجل قضية تحتاج إلى تسليط الضو


و في الختام إن ظاهرة العنف ضد الرجل من قبل زوجاتهم ليست بجديدة فهي موجودة غير أن الإعلام وحملات التوعية الضخمة التي تركز على العنف المنزلي وأنه موجه ضد النساء يجعل هناك ندرة في خدمات الدعم المقدمة للرجال

و لكن يلقى هذا الموضوع إهتمام السلط المعنية خاصة في العالم العربي كالمغرب التي قامت ببحث وطني لقياس نسبة انتشار العنف بين الرجال لمعالجة الموضوع و إيجاد الحلول و التشريعات الازمة

مع العلم ان اكبر نسبة للرجال المعنفين في العالم تحتلها مصر بنسبة 28% بحسب مركز بحوث الجرائم التابع للأمم المتحدة، ويعتقد أن نسبة كبيرة من تلك الإحصاءات مرتبطة بالبلاغات الكيدية في قضايا الطلاق و هو موضوع آخر يستحق المتابعة .

قد يهمك أيضًا 📌

استشارة قانونية مخصصة، خصوصيتك مضمونة

مستشارون مختصون في قضايا الأسرة، متوفرون لمساعدتك

الأسئلة الأكثر تداولا

ما هي أسباب الطلاق الأكثر شيوعاً؟
أسباب الطلاق متعددة ومتنوعة وقد تختلف من حالة لأخرى، ولكن من بين الأسباب الأكثر شيوعاً:

اختلافات عميقة في الشخصية أو القيم: عندما يجد الزوجان صعوبة في التوافق على القضايا الأساسية في الحياة.
خيانة الزوجية: تعتبر من الأسباب الرئيسية لانهيار الزواج.
مشاكل في التواصل: عدم القدرة على التواصل بشكل فعال وحل الخلافات.
ضغوط الحياة: المشاكل المالية، المشاكل الصحية، والضغوط اليومية قد تؤثر سلباً على العلاقة الزوجية.
العنف الأسري: سواء كان جسديًا أو نفسيًا، فهو سبب خطير للطلاق ويجب التصدي له.

تختلف مدة الطلاق من حالة إلي اخري كما تختلف مدة الطلاق من بلد إلي اخر ولاكن في الاساس تنقسم مدة الطلاق حسب نوع الطلاق كالتالي: 

الطلاق بالتراضي أو إنشاء بدون أطفال: في هذه الحالة يستغرق الطلاق مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر وقت يتطلب جلسة صلحية واحدة علي الأقل.
بالتراضي أو أنشاء مع وجود أطفال:تستخرق إجرات الطلاق في هذه الحالة من اربعة إلى سنو تشهر علي الأقل وقذ تصل الي سنة كاملة في بعض الحالات
طلاق للضرر:يمكن أن يستمر الطلاق للضرر أكثر من عام لأن الخطأ يثبت من خلال قضية جنائية موازية (في الزنا أو العنف مثلا) يجب أن تنتهي قبل أن يتمكن قاضي الطلاق من الحكم.

يعتبر حضور الطرفين في أغلب الحالات وجوبا لإستكمال إجرات الطلاق  

اجلسة صلحية واحدة علي الأقل:هية جلسة إجبارية يجب ان يكون كل من الزوج والزوجة حاضرين أمام قاضي الأسرة وهية الجلسة الوحيدة التي يجب ان يكون فيها كل من الطرفين متواجدين أمام القاضي ومن ثم يمكن ان ينوب المحامي أحد الأطراف في باقي الجلسات.

مقالات مشابهة

تعتبر الأسرة النواة الأساسية للمجتمع، فالأصل هو تكوين عائلة والعمل على الحفاظ عليها والاستثناء هو اختيار الانفصال والطلاق. لكن لا بد أن ننوه بأن التشتت والتفكيك الأسري فيه مضار عديدة خاصة على المستوى الاجتماعي والنفسي…

تعتبر الأسرة النواة الأساسية للمجتمع، فالأصل هو تكوين عائلة والعمل على الحفاظ عليها والاستثناء هو اختيار الانفصال والطلاق. لكن لا بد أن ننوه بأن التشتت والتفكيك الأسري فيه مضار عديدة خاصة على المستوى الاجتماعي والنفسي…

تعتبر الأسرة النواة الأساسية للمجتمع، فالأصل هو تكوين عائلة والعمل على الحفاظ عليها والاستثناء هو اختيار الانفصال والطلاق. لكن لا بد أن ننوه بأن التشتت والتفكيك الأسري فيه مضار عديدة خاصة على المستوى الاجتماعي والنفسي…

إقترح موضوعا نكتب عنه

لا تنسوا قوله تعالى :

“ فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ”

صدق الله العظيم