هل يعتبر الطلاق حلا لإنهاء المشاكل الزوجية؟

هل يعتبر الطلاق حلا لإنهاء المشاكل الزوجية؟

هل يعتبر الطلاق حلا لإنهاء المشاكل الزوجية؟

تعتبر الأسرة النواة الأساسية للمجتمع، فالأصل هو تكوين عائلة والعمل على الحفاظ عليها والاستثناء هو اختيار الانفصال والطلاق. لكن لا بد أن ننوه بأن التشتت والتفكيك الأسري فيه مضار عديدة خاصة على المستوى الاجتماعي والنفسي.
يخير البعض اللجوء إلى الطلاق لإنهاء مشاكلهم الزوجية دون البحث عن السبب الأساسي والرئيسي له والعمل على إيجاد حلول أخرى لتجنب الانفصال. ويبقى التساؤل هنا مطروح حول مدى صحة هذا؟
اثبتت الاحصائيات في تونس مؤخرا أن حالات الطلاق اصبحت في تزايد، حيث سجلت تونس 16 ألف حالة طلاق خلال سنة 2022 والتي كانت بمعدل 13 ألف حالة خلال سنة 2020. وهذا الرقم مفزع، لذا قبل اتخاذ قرار الطلاق لا بد من:

1- مناقشة المشاكل الزوجية مع الشريك

قبل اتخاذ قرار الطلاق من الأفضل أن يكون هناك حوار بين الزوجين حتى يبحثا عن السبب الرئيسي للمشاكل الزوجية بجميع أنواعها المالية، العاطفية والجنسية… لأنه لا يمكن إيجاد حلول دون مناقشة هذه المشاكل. فالحوار سيكون فرصة لتقريب وجهات النظر بدلا من الهروب من المشاكل وعدم إعطاء الشريك الفرصة للتعبير عما يثير قلقه.

2- عدم تشريك العائلة في حل المشاكل الزوجية

على الزوجين أن يقوما بحل المشاكل الزوجية دون تدخل أطراف العائلة لأنه يمكن أن يعقد ذلك الأمور. فلا أحد له القدرة على فهم وضعيتهم وإيجاد حل أنسب لهم سواء الزوجان بنفسهما. لكن من الضروري أن تتم استشارة بعض الأطراف للنصح والارشاد لا غير.

3- الحصول على هدنة

قبل التفكير في انهاء العلاقة، من الأفضل أن يعطي كل شخص مساحة للآخر حتى يتمكن من أن يشعر بمدى قيمة الحياة الزوجية وهل أنه مستعد للعيش بدون الطرف الآخر أم لا.

4- معالجة المشاكل من خلال التوجه إلى مختصين

في بعض الأحيان هناك نوع من المشاكل يصعب على الزوجين إيجاد حل لها دون اللجوء إلى مختصين. فمثلا إذا كان أحد الزوجين يعاني من مشاكل نفسية فعليه أن يتوجه إلى مختص نفسي أو أن يخضع إلى حصص معالجة نفسية (psychologue / psychothérapeute) للتخلص من كل ما يمكن أن يؤثر على نفسيته أو نفسية شريكه. بل بالعكس لا بد أن يتعاون الشريك على تشجيع الطرف الاخر لمواصلة رحلة العلاج. أيضا في حالة هناك مشاكل جنسية فالتوجه إلى مختص في علم الجنس (sexologue) يعتبر من أفضل الحلول. كذلك يمكن للزوجين أن يلتجآ إلى تقنية علاجية أخرى وهي العلاج الزوجي (La thérapie de couple) التي أثبتت نجاعتها في العالم من خلال حل النزاعات بين الأزواج وتحسين العلاقة بينهما من خلال استعمال مجموعة متنوعة من التقنيات العلاجية.

 

5- عدم الزج بالأطفال في المشاكل الزوجية

في حالة هناك خلافات زوجية فمن الأفضل أن يحاول الزوجان عدم تشريك الأطفال فيها.
مما لا شك فيه، فان الابوين هما مصدر الأمان للطفل وأن النزاعات المستمرة أمامه ستؤثر على نفسيته وسوف يشعر بالقلق والخوف حتى ان هذا يمكن أن يؤثر على نتائجه الدراسية والسلوكية. فلذا من الضروري أن يتم مراعاة مصلحة الطفل والبحث عن إيجاد حلول وحل هذه المشاكل بعيدا عن الأطفال.

و في النهاية لا أن نذكر بأن الصلح وإيجاد الحلول هما من أولويات الأزواج للمحافظة على الأسرة واستمرارها.

فقبل اتخاذ قرار الانفصال لا بد من التفكير في عواقبه، ولكن إذا استحال العيش بين الأزواج وانعدم الانسجام والتفاهم بينهما، فان الشرع والقانون اعتبرا الطلاق هو المرحلة الأخير بعد استيفاء محاولات الصلح. حيث أن القانون التونسي لا يقوم بإيقاع الطلاق إلا بعد المحاولات الصلحية للتوفيق بين الزوجين ولم شمل العائلة. حيث نص الفصل 32 من مجلة الأحوال الشخصية على أنه: ” … ولا يحكم بالطلاق إلا بعد أن يبذل قاضي الأسرة جهدا في محاولة الصلح بين الزوجين ويعجز عن ذلك…”

لماذا موقع طلاق ؟

يهدف هذا الموقع بالأساس لوضع حل لأحد أكبر المشاكل في العالم العربي وهو ارتفاع نسب الطلاق، وحسب أخر الإحصائيات فإن السبب الأساسي في ارتفاع هذه النسبة يعود لنقص الثقافة الجنسية والصراحة بين الزوجين في الامور المادية، خصوصا في المجتمعات العربية المحافظة مثل تونس ليبيا الجزائر مصر والمغرب،

 

خلود بن سعيد
باحثة دكتوراه في القانون و مستشارة قانونية

الطلاق الرجعي في المغربي

الطلاق الرجعي في المغرب

الطلاق الرجعي في المغربي الطلاق هو انحلال الرابطة الزوجية بين شخصين، أي أن الزوجان قررا أن ينهيا العلاقة بينهما. وقد نظمت مدونة الأسرة المغربية الطلاق

Lire la suite »