إكتئاب ما بعد الطلاق

ليس من السهل على أي شخص تقبل فكرة الطلاق، فإن أكثر ما يرهق النفس و الروح و الجسد في الطلاق ليس الانفصال في حد ذاته بالرغم من صعوبته و إنما ما يأتي بعده والذي يعتبر أعظم وطأة و أكثر الما ألا وهو مرحلة التجاوز و النسيان .
فإن كان الطلاق يجعل المستقبل ضبابيا فإن بحصوله يصبح المستقبل كومة من العتمة و السواد و الضياع و الا شيء .
كل شيء يأتي بعد الطلاق مرير و بغيض و مقرف و يجعلنا نكره أنفسنا و نشمئز منها اكثر من الطلاق في حد ذاته و اكثر من مصابنا فيه .

الطلاق متاهة نفسية

برغم من أن الطلاق في أصله من ضلع القانون غير أنه في جوهره روحاني و جسدي فإن إنتفائه بحكم القانون لا ينتفي معه الروح و الجسد و إنما يفنيان بعده و يصير الشخص بحكم الحي الميت من خلال انفصال تام عن الروح و الجسد .
و يصبح التنفس بعده مجرد عملية شهيق و زفير للتشبع بالاكسيجين و يصبح قلبك بعده عضوا يضخ الدم و ينبض فقط لابقائك حيا .
يحدث الطلاق بالنفس ألما كبيرا و حزنا شديدا و حالة من البهتة و الصدمة قد تدوم لفترة و قد تدوم طويلا، فهو جرح عميق قد تختفي آثاره عبر الزمن لكن ألمه لا يزول .
فسواء كان الطلاق باتفاق الطرفين أو لا فإنه يتسبب في عديد الحالات في اضطرابات نفسية و حالات اكتئاب و تخلق أشخاصا انطوائيين، فاقدين الثقة و الاعتزاز بأنفسهم تتملكهم نوبات هلع و خوف من الآخر و تحد من اندماجهم في المجتمع يمكن أن تصل حد الرهاب الإجتماعي، و قد ينعكس ذلك سلبا على دراستهم و عملهم و مستقبلهم المهني و الشخصي .
و ليس من السهل على أغلب الأشخاص تقبل الطلاق لكن قد لا يحدث الطلاق هذا الأذى الكبير إذا ما قمنا بتقبله و تجاوزه و نسيانه و المضي قدما.

مرحلة التجاوز و النسيان

ليستطيع الشخص تجاوز آثار الطلاق يجب العمل بمبدأ اذا عبس الزمان بساحتي اضحكته و إخترت ان اتفائل
و تبعا لذلك اذا اردنا ان نستمتع بالحياة مجددا وجب العبور بمرحلة التجاوز و النسيان ، ففي التجاوز تقبل للوضعية و الذات و مواجهة للواقع و الاقتناع بأن ما حصل قد حصل و في حصوله حتما خير لنا و في تقبله و تجاوزه يفتح لنا باب النسيان على مصراعيه .فالنسيان يفقد الألم و الوجع قوته تدريجيا حتى يضمحل و يمحو الزمن أثره .
و بالنسيان تتجدد الروح و تخلع خلايا الحزن لتخلفها خلايا فرح وأمل وسعادة تحفزنا للمضي قدما و الحرص على استرجاع ما مضى من الزمن في الألم و الجراح ، و تعويضها بأوقات سعيدة ملأها البهجة و حب الحياة ، و تدفعنا لننهض بأنفسنا و نحب أنفسنا كما نحن و نستعيد ثقتنا بأنفسنا و نسعى للبحث عن طريق السعادة و الراحة و تعتبر هذه النقطة هي المفصل الذي سيمكننا من قلب الصفحة و كتابة صفحة جديدة بالخبرة التي اكتسبناها متفادينا أخطائنا السابقة وعدم تكرارها .

البحث عن السعادة

يعتبر البحث عن السعادة هدف كل شخص في هذه الحياة و يرتبط مفهوم السعادة عادة بالحب و الفرح و الألفة والوئام و تكمن السعادة في أي شيء يشعرنا بالبهجة و لكنها ترتبط كثيرا بالزواج فهي تمثل اهم نقطة فيه لأن كل ما نقوم به في إطار الزواج يكون بهدف أن نكون سعداء و لهذا السبب فإن الطلاق لا يفصلنا عن الزوج والحبيب فقط و انما يفصلنا كذلك عن آمالنا و أحلام الطفولة .
و لكي نستعيد هذا الشغف بالحياة و الطوق للسعادة يجب أن نقرر بأن نكون سعداء من خلال الإيمان بأنفسنا و الإيمان بقدرتنا على تجاوز هذه المرحلة ، من خلال العمل بجد و الاجتهاد في العمل او مواصلة الدراسة ، الترفيه عن النفس و القيام بأنشطة مختلفة تمكننا من المحافظة على الاندماج و الاستقرار الاجتماعيين حتى نطور من أنفسنا و ننسى الماضي و ربما يبعث لنا القدر من يحيي فينا الروح من جديد
فالسعي لإيجاد شريك حياة جديد ممكن و ضروري و ليس مستحيلا لان عديد الاشخاص الذين مروا بتجربة الطلاق يرفضون الخوض في تجارب جديدة او حتى التفكير في الموضوع غير أن ذلك لا يجوز فمن حق أي شخص في هذا الكون أن يقع في الحب و ان يجد الشريك الذي يحبه و يحترمه و يكون مصدر سعادته و اطمئنانه و حتى و ان لم يجد فمن حقه ان يكون سعيدا فالسعادة مفهوم مطلق و غير مرتبط بشيء معين .


روابط داخلية مفيدة

روابط خارجية مفيدة

  • المجلة الرسمية للأحوال الشخصية التونسيةرابط للوصول إلى النصوص القانونية.
  • الصندوق الوطني للضمان الاجتماعيرابط للحصول على معلومات عن صندوق ضمان النفقة.
  • دليل خدمات العدل في تونس: موقع يوفر شروحًا حول الإجراءات القانونية: رابط.

استشارة قانونية مخصصة، خصوصيتك مضمونة

مستشارون مختصون في قضايا الأسرة، متوفرون لمساعدتك

الأسئلة الأكثر تداولا

ما هي أسباب الطلاق الأكثر شيوعاً؟
أسباب الطلاق متعددة ومتنوعة وقد تختلف من حالة لأخرى، ولكن من بين الأسباب الأكثر شيوعاً:

اختلافات عميقة في الشخصية أو القيم: عندما يجد الزوجان صعوبة في التوافق على القضايا الأساسية في الحياة.
خيانة الزوجية: تعتبر من الأسباب الرئيسية لانهيار الزواج.
مشاكل في التواصل: عدم القدرة على التواصل بشكل فعال وحل الخلافات.
ضغوط الحياة: المشاكل المالية، المشاكل الصحية، والضغوط اليومية قد تؤثر سلباً على العلاقة الزوجية.
العنف الأسري: سواء كان جسديًا أو نفسيًا، فهو سبب خطير للطلاق ويجب التصدي له.

تختلف مدة الطلاق من حالة إلي اخري كما تختلف مدة الطلاق من بلد إلي اخر ولاكن في الاساس تنقسم مدة الطلاق حسب نوع الطلاق كالتالي: 

الطلاق بالتراضي أو إنشاء بدون أطفال: في هذه الحالة يستغرق الطلاق مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر وقت يتطلب جلسة صلحية واحدة علي الأقل.
بالتراضي أو أنشاء مع وجود أطفال:تستخرق إجرات الطلاق في هذه الحالة من اربعة إلى سنو تشهر علي الأقل وقذ تصل الي سنة كاملة في بعض الحالات
طلاق للضرر:يمكن أن يستمر الطلاق للضرر أكثر من عام لأن الخطأ يثبت من خلال قضية جنائية موازية (في الزنا أو العنف مثلا) يجب أن تنتهي قبل أن يتمكن قاضي الطلاق من الحكم.

يعتبر حضور الطرفين في أغلب الحالات وجوبا لإستكمال إجرات الطلاق  

اجلسة صلحية واحدة علي الأقل:هية جلسة إجبارية يجب ان يكون كل من الزوج والزوجة حاضرين أمام قاضي الأسرة وهية الجلسة الوحيدة التي يجب ان يكون فيها كل من الطرفين متواجدين أمام القاضي ومن ثم يمكن ان ينوب المحامي أحد الأطراف في باقي الجلسات.

مقالات مشابهة

تعتبر الأسرة النواة الأساسية للمجتمع، فالأصل هو تكوين عائلة والعمل على الحفاظ عليها والاستثناء هو اختيار الانفصال والطلاق. لكن لا بد أن ننوه بأن التشتت والتفكيك الأسري فيه مضار عديدة خاصة على المستوى الاجتماعي والنفسي…

تعتبر الأسرة النواة الأساسية للمجتمع، فالأصل هو تكوين عائلة والعمل على الحفاظ عليها والاستثناء هو اختيار الانفصال والطلاق. لكن لا بد أن ننوه بأن التشتت والتفكيك الأسري فيه مضار عديدة خاصة على المستوى الاجتماعي والنفسي…

تعتبر الأسرة النواة الأساسية للمجتمع، فالأصل هو تكوين عائلة والعمل على الحفاظ عليها والاستثناء هو اختيار الانفصال والطلاق. لكن لا بد أن ننوه بأن التشتت والتفكيك الأسري فيه مضار عديدة خاصة على المستوى الاجتماعي والنفسي…

إقترح موضوعا نكتب عنه

لا تنسوا قوله تعالى :

“ فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ”

صدق الله العظيم