إكتئاب ما بعد الطلاق

tala9

ليس من السهل على أي شخص تقبل فكرة الطلاق، فإن أكثر ما يرهق النفس و الروح و الجسد في الطلاق ليس الانفصال في حد ذاته بالرغم من صعوبته و إنما ما يأتي بعده والذي يعتبر أعظم وطأة و أكثر الما ألا وهو مرحلة التجاوز و النسيان .
فإن كان الطلاق يجعل المستقبل ضبابيا فإن بحصوله يصبح المستقبل كومة من العتمة و السواد و الضياع و الا شيء .
كل شيء يأتي بعد الطلاق مرير و بغيض و مقرف و يجعلنا نكره أنفسنا و نشمئز منها اكثر من الطلاق في حد ذاته و اكثر من مصابنا فيه .

الطلاق متاهة نفسية

برغم من أن الطلاق في أصله من ضلع القانون غير أنه في جوهره روحاني و جسدي فإن إنتفائه بحكم القانون لا ينتفي معه الروح و الجسد و إنما يفنيان بعده و يصير الشخص بحكم الحي الميت من خلال انفصال تام عن الروح و الجسد .
و يصبح التنفس بعده مجرد عملية شهيق و زفير للتشبع بالاكسيجين و يصبح قلبك بعده عضوا يضخ الدم و ينبض فقط لابقائك حيا .
يحدث الطلاق بالنفس ألما كبيرا و حزنا شديدا و حالة من البهتة و الصدمة قد تدوم لفترة و قد تدوم طويلا، فهو جرح عميق قد تختفي آثاره عبر الزمن لكن ألمه لا يزول .
فسواء كان الطلاق باتفاق الطرفين أو لا فإنه يتسبب في عديد الحالات في اضطرابات نفسية و حالات اكتئاب و تخلق أشخاصا انطوائيين، فاقدين الثقة و الاعتزاز بأنفسهم تتملكهم نوبات هلع و خوف من الآخر و تحد من اندماجهم في المجتمع يمكن أن تصل حد الرهاب الإجتماعي، و قد ينعكس ذلك سلبا على دراستهم و عملهم و مستقبلهم المهني و الشخصي .
و ليس من السهل على أغلب الأشخاص تقبل الطلاق لكن قد لا يحدث الطلاق هذا الأذى الكبير إذا ما قمنا بتقبله و تجاوزه و نسيانه و المضي قدما.

مرحلة التجاوز و النسيان

ليستطيع الشخص تجاوز آثار الطلاق يجب العمل بمبدأ اذا عبس الزمان بساحتي اضحكته و إخترت ان اتفائل
و تبعا لذلك اذا اردنا ان نستمتع بالحياة مجددا وجب العبور بمرحلة التجاوز و النسيان ، ففي التجاوز تقبل للوضعية و الذات و مواجهة للواقع و الاقتناع بأن ما حصل قد حصل و في حصوله حتما خير لنا و في تقبله و تجاوزه يفتح لنا باب النسيان على مصراعيه .فالنسيان يفقد الألم و الوجع قوته تدريجيا حتى يضمحل و يمحو الزمن أثره .
و بالنسيان تتجدد الروح و تخلع خلايا الحزن لتخلفها خلايا فرح وأمل وسعادة تحفزنا للمضي قدما و الحرص على استرجاع ما مضى من الزمن في الألم و الجراح ، و تعويضها بأوقات سعيدة ملأها البهجة و حب الحياة ، و تدفعنا لننهض بأنفسنا و نحب أنفسنا كما نحن و نستعيد ثقتنا بأنفسنا و نسعى للبحث عن طريق السعادة و الراحة و تعتبر هذه النقطة هي المفصل الذي سيمكننا من قلب الصفحة و كتابة صفحة جديدة بالخبرة التي اكتسبناها متفادينا أخطائنا السابقة وعدم تكرارها .

البحث عن السعادة

يعتبر البحث عن السعادة هدف كل شخص في هذه الحياة و يرتبط مفهوم السعادة عادة بالحب و الفرح و الألفة والوئام و تكمن السعادة في أي شيء يشعرنا بالبهجة و لكنها ترتبط كثيرا بالزواج فهي تمثل اهم نقطة فيه لأن كل ما نقوم به في إطار الزواج يكون بهدف أن نكون سعداء و لهذا السبب فإن الطلاق لا يفصلنا عن الزوج والحبيب فقط و انما يفصلنا كذلك عن آمالنا و أحلام الطفولة .
و لكي نستعيد هذا الشغف بالحياة و الطوق للسعادة يجب أن نقرر بأن نكون سعداء من خلال الإيمان بأنفسنا و الإيمان بقدرتنا على تجاوز هذه المرحلة ، من خلال العمل بجد و الاجتهاد في العمل او مواصلة الدراسة ، الترفيه عن النفس و القيام بأنشطة مختلفة تمكننا من المحافظة على الاندماج و الاستقرار الاجتماعيين حتى نطور من أنفسنا و ننسى الماضي و ربما يبعث لنا القدر من يحيي فينا الروح من جديد
فالسعي لإيجاد شريك حياة جديد ممكن و ضروري و ليس مستحيلا لان عديد الاشخاص الذين مروا بتجربة الطلاق يرفضون الخوض في تجارب جديدة او حتى التفكير في الموضوع غير أن ذلك لا يجوز فمن حق أي شخص في هذا الكون أن يقع في الحب و ان يجد الشريك الذي يحبه و يحترمه و يكون مصدر سعادته و اطمئنانه و حتى و ان لم يجد فمن حقه ان يكون سعيدا فالسعادة مفهوم مطلق و غير مرتبط بشيء معين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الطلاق الرجعي في المغربي

الطلاق الرجعي في المغرب

الطلاق الرجعي في المغربي الطلاق هو انحلال الرابطة الزوجية بين شخصين، أي أن الزوجان قررا أن ينهيا العلاقة بينهما. وقد نظمت مدونة الأسرة المغربية الطلاق

Lire la suite »